روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | كرهت نفسي.. من هذه الفعلة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > كرهت نفسي.. من هذه الفعلة


  كرهت نفسي.. من هذه الفعلة
     عدد مرات المشاهدة: 3195        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. والله انا ماني عارفه ابدأ قصتي انا بأختصر قصتي انا متزوجه من عشره سنين وعندي ولله الحمد بنت وولد.

ولدي ماشاء الله تبارك الله عمره 8سنين والا الان لم يرزقني الله بثالث عند ثلاث اجهاضات والحمد الله على كل شيء

وانا في حياتي الزوجيه عندي مشااااااكل بس الان خفت شويه بس انا اعاني من عدم اهتمام زوجي بي يعني اغلب الوقت ويمكن كل الوقت وانا لوحدي يعني زوجي موفاضي ليا يعني ياجالس على النت او نائم اوبره البيت

والله اني تعبت من ذا الوضع ماسمع منه كلام حلو ولا حتى كلام عادي ولا يخرجني للنزهه الا بعد الحاح واحيانا يرضى.

واغلب الاحيان لا وانا ولا ازكي نفسي على الله ملتزمه دينا ومسجله بتحفيظ وبدأت احفظ في القران الكريم

ولكن في هذه الفتره الاخيره كرهت نفسي جدا من ذنب اقترفته وماني عارفه كيف اخرج نفسي منه انا كنت افسر احلامي في منتدى من المنتديات.

وكان الي يفسر دكتور وبعدين هو مره كتب ايميله في المنتدى وانا اخذته وانا واالله كان قصدي انو يفسرلي احلامي واحلام اخواتي

ومره كلمني بالماسنجر كتابه بعدين اخذت رقم جواله عشان هو ما يدخل الماسنجر الا نادر.

وانا اخذته واالله عشان تفسير الاحلام وهذا الكلام قبل سنه و2شهر بعدين صرت اتصل عليه كل ماكان عند حلم او عند اخواتي

المهم كم مره يعرض عليا انو يقيم معايا علاقه عاطفيه وكل مره انا ارفض واوقفه عند حده واقطعه كم شهر بعدين يصير عندي حلم.

وماالاقي احد يفسره ليا ارجع واتصل وكل مره يحاول وانا ارفض الين قبل شهرين للاسف استجبت له

وانا ترى كرهت نفسي من هذا الشيء بس الي جذبني له كلامه الحلو الي عمري ماسمعته من زوجي واهتمامه فيا.

المهم انا والله ندمانه واندم كل ماكلمته وكل مره اتوب الى الله وارسله اني خلاص ماعاد ابغى اكلمك

بعدين بعد يومين مدري ايش خليني ارجع وادق عليه وانا على ذا الحال لمدة شهرين وترى بس مكالمات.

وهو يبغى يشوفني وانا رافضه والشيء الي قاهرني وبموت من الندم عليه اني ارسلتله صورتي اخاف ربي مايقبل توبتي الله

يارب تغفرلي وهو في منطقه وانا في منطقه ثانيه احنا كلنا في السعوديه وذحين يقولي بيجي للمنطقه الي انا فيها ويبغاني اخرج معاه وانا احيانا اقول مستحييييييييل اسوي كذا

واحيانا يجيني تفكير واقول مايهم يالله خليني اسويها بس انا ابغى توجيهكم انا محتااااااجه نصايح منكم بس ارجوكم من غير تهزئ والله اني كرهت نفي ارجوووووووووكم وجهوني ق وقولولي ايش اسوي

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد:

فيا أُختي الكريمة:

ما جاء في رسالتك ينبئ عن ما تتصفين به من الطيبة الزائدة التي ربما تكون سببًا في ضعف شخصيتك وسهولة الضحك عليكِ.

بدليل انسياقك خلف هذه الترهات والأكاذيب التي تروج لها القنوات الفضائية بدعوى تفسير الأحلام.,

والله تعالى يعلم أنها تشتمل في - الغالب الأعم - على كثيرٍ من الكذب والاستغفال والظن والتخمين ونحو ذلك ؛ فلا يعلم الغيب إلا الله تعالى.

ولا يُقدر المقادير سواه جل في عُلاه ، ولا يُعقل أن يكون كل ما يراه الإنسان في منامه مرتبطًا بواقع حياته ، فهناك أضغاث الأحلام وما أكثرها.

كما أنه لا ينبغي أن تكون حياتنا مرتبطةً بالأحلام والمنامات والرؤى ، فهي وإن كان بعضُها حقًا إلاّ أنها ليست سوى جزئيةٌ من جزئيات الحياة ويُفترض أن تُقدّر بقدرها دونما مبالغةٍ أو تهويلٍ في شأنها .

من هنا ، فإن عليك يا أختي الكريمة أن تعلمي - بارك الله فيكِ - أن استمرارك على هذه الحال الذي جاء وصفه في رسالتك سيُجُرك عاجلاً أم آجلاً إلى الوقوع في المواقف الخاطئة - لا سمح الله - .

ولهذا فإن عليك ( هدى الله قلبك وسدّد خُطاكِ ) أن تنتبهي لما قد يجُرك إليه الشيطان الرجيم ( أعاذنا الله تعالى منه ) من المخاطر والمهالك عن طريق ما يقوم به من تهوين الأمور ، وتزيين الخطأز

وتبسيط المسائل في نظركِ بدليل ما ورد في رسالتك حيث تقولين : " وأحيانا يجيني تفكير ، وأقول : ما يهم يا لله خليني أسويها " .

وتأكدي أيتها الأخت الكريمة أن الشيطان لن يتوقف ولن يمل أبدًا من محاولة إغوائك ، والحرص على جرك إلى الرذيلة من خلال ما يوسوس به لنفسك الأمارة بالسوء كلما ضعف عندك وازع الخوف من الله تعالى ومراقبته .

وقبل أن أدخل في صميم الإجابة عن استشارتك أود أن أقول : اعلمي أن شكواكِ من عدم اهتمام زوجك بكِ إنما هو دليلٌ على فشلك ( وعذرًا على هذا الوصف ) في كسب قلبه وجذب مشاعره واهتمامه.

فأنت كما يبدو لم تنجحي في التعامل الصحيح معه بدليل إهمالك لمجريات الحياة في اليقظة واهتمامك بها في الأحلام .

أما فيما يخص صميم المشكلة فاسمحي لي أن أقف معكِ بعض الوقفات التي أرجو أن تتأملي فيها.

وأن تكوني صريحةً جدًا مع نفسك بشأنها ، فأنت تقولين عن نفسك : " وأنا ولا أُزكي نفسي على الله ملتزمة دينيًا ، ومسجلة بالتحفيظ ، وبدأت أحفظ في القران الكريم " .

وهذا يستوجب منك أن تطرحين على نفسك التساؤلات التالية:

= هل هذه الأفكار التي تشغل بالك ، وتُسيطر على نفسك وتفكرين في القيام بها من الأعمال التي يرضاها الله تعالى؟

= هل هذه السلوكيات التي تمارسينها من الأعمال التي تليق بالإنسانة المتزوجة والأم لطفلين ، والتي تصف نفسها بالملتزمة دينيًا ؟

= هل تُحبين أن يكون هذا العمل مُسجلاً في صحائف أعمالك التي ستُعرض يوم القيامة على الخلائق ؟

= هل تُحبين أن يعلم والدك ووالدتك وإخوانك ، وزوجك وأهله ، والأقارب والجيران بما أنت فيه من علاقةٍ خاطئة بذلك الذئب البشري ؟

= هل ستُحدثين أولادك وبناتك في المستقبل عن هذه الممارسات التي تقومين بها ، وعن سعادتك بها لأنها من الذكريات السعيدة في حياتك ؟

أم أنك ستعتبرينها ذنبًا كما جاء في رسالتك حيث تقولين : " ولكن في هذه الفترة الأخيرة كرهت نفسي جدا من ذنب اقترفته ، وماني عارفه كيف اخرج نفسي منه " ؟

= هل يسُرك أن تمارسين الحرام ( والعياذ بالله ) وتقعين في المعصية ، وأنت امرأةٌ متزوجة وأمٌ لطفلين ، وهل ستعتبرين ذلك من الذكريات الجميلة إذا ما حصل والعياذ بالله ؟

إن كانت الإجابة ( نعم ) ، فاعلمي أنك على خطر عظيم ، وأنك مذنبةٌ في حق نفسك وحق زوجك ، وحق أسرتك وحق أطفالك ولا حول ولا قوة إلاّ بالله .

أما إذا كانت الإجابة ( لا ) ، فاستيقظي من غفلتك يا مسكينة ، وتوبي إلى ربك سبحانه ، واستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم ، وأعلمي أن ما تعيشينه من صراعٍ وحيرة ليس إلا صراع الحق مع الباطل.

وهو صراعٌ لا يزال قائمًا بين نفسك ( اللوامة ) التي تلومك على الخطاء وتنهاك عنه وتُحذرُك منه ، والنفس ( الأمارة ) التي تأمُرك بالسوء و تُزين لكِ الخطيئة ، وتهون عليك المعصية وتجُرك إليها خطوةً فخطوة حتى يقع المحظور.

وعندها لا ينفع الندم ولا تُجدي الحسرات . وتذكري قول الله تعالى في كتابه العزيز :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ  ( سورة النور : من الآية 21 ) .

أما نصيحتي لكِ فتتمثل في التالي:

أولاً / اقطعي تمامًا كل علاقة تربطك بذلك الذئب البشري ، وإياك أن تتحدثي بأي شكلٍ من الأشكال معه أو مع غيره في هذا الشأن.

وإن كانت صورتك عنده ، واحذري من سخافات تفسير الأحلام التي راجت وانتشرت عند ضعاف الأنفس في هذا الزمان ، واجتهدي في نسيان الموضوع وكأن الأمر لم يكن .

ثانيًا / قاطعي الإنترنت ، ولاسيما الماسنجر و الشات ونحو ذلك من وسائل الاتصال الإليكترونية بالآخرين ، واصرفي الوقت الذي تقضينه أمام الجهاز في العناية بأمور زوجك وأطفالك ومنزلك ، فهم بلا شك في أمّس الحاجة إليك وإلى حنانك وعاطفتك التي لو صرفتيها نحوهم فستشعرين - بإذن الله تعالى - بالسعادة والفرح والبهجة .

ثالثًا / بادري بالوقوف مُتطهرةً بين يدي الله تعالى في أي ساعةٍ من ليلٍ أو نهار ، وصلي ركعتين خاشعتين تستغفرين الله تعالى فيهما ، وتتوبين إليه من ذنبك ، وتكثرين من حمده وشكره جل جلاله على عظيم نعمه.

ثم التضرع إليه سبحانه وسؤاله أن يهديكِ لصالح القول والعمل والنية ، وأن يكفيكٍ من شر الشيطان وشر نفسك الأمارة بالسوء .

رابعًا / تقربي من زوجك ، واجتهدي في تقريبه منك ومن أطفالك ( وأنتِ بدون شك قادرةٌ على ذلك ) ، وتعاملي معه بطريقةٍ تجذبه إليك.

وحاولي أن تظهرين له الاهتمام ، وأعطيه بعض الوقت الذي صرفتيه في الاهتمام بتفسير الأحلام .

وختامًا / أسأل الله تعالى لنا ولك ولأبناء المسلمين وبناتهم ، الحفظ والسلامة من مكر الماكرين وكيد الشياطين ، والستر والعفاف والصلاح والفلاح.

وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الكاتب: د. صالح بن علي أبو عرَّاد الشهري

المصدر: موقع المستشار